القصيدة الحِمْيَريّة أو القصيدة النَّشْوانيّة

يُعدّ أبو سعيدٍ، نَشْوانُ بنُ سَعيدٍ الحِمْيَريُّ -وهو من حُفَداء الأقيال والملوك، ورأسٌ عظيمٌ من رؤوس أهل اليَمَن في القرن السّادس الهجريّ- ثاني اثنين حَمَلا لواء القحطانيّة واليمانيَة، ودافعا عن أَرومتهما ومَحْتِدهما بالسّيف واللّسان، وبَعثا مآثرَ ومفاخر لأهل اليَمَن في الجاهليّة والإسلام، لا تُحْصَر، وأَحْيَيا في بلادهما لسان سبأٍ وحِمْيَر، وأنهضا حروفَ خطّ المُسْنَد بعد هَدْأَةٍ، وأَفْشَيا من رُسومِهِ المنقوشة على صِفاح الحجارة ما طال استعجامُهُ وظُنَّ مَماتُهُ، وسَبَقا غيرهما إلى كشف دلالة تلك الحروف، مع أنّ ما صَنَعاهُ لم يُجاوز كتبهما، الّتي ظلّت محجوبةً زمنًا طويلًا، ولمّا أُميط عن بعضها اللِّثام خرجت إلى النّاس -إلّا أقلّها- مكلومةً، غير معبِّرةٍ عمّا تأبَّطت منَ  القَلائد الّتي لا تُدرك في غيرها؛ وأمّا أوّل العظيمين فأبو محمّدٍ، الحسنُ بن أحمد الهَمْدانيّ، أفصحُ هَمْدان لسانًا، وأَبْيَنُهم بَيانًا، وأكثرهم لليَمَن حَميّةً، سبق نَشْوانَ الحِمْيَريَّ إلى البَعْث والإحياء بنحو قرنين، وكلاهما لقي من الغُرَباء، في سبيل ذلك الأمرّين([1]).

 

([1]) له ترجمةٌ مُسْتوفاةٌ في مقدّمة تحقيق كتابه (خلاصة السّيرة الجامعة ...: ي- يد)، للأستاذين عليّ بن إسماعيل المؤيّد وإسماعيل بن أحمد الجرافيّ، ومؤازرة الشّيخ محبّ الدّين الخطيب لهما في أثناء التّحقيق. وله ترجمةٌ مُطَوَّلَةٌ  مُجَوَّدَةٌ في مقدّمة تحقيق كتابه الكبير (شمس العلوم ...: ب- ص)،  للدّكتور حسين العَمْريّ والأستاذ مُطَهَّر الإريانيّ والدّكتور يوسف محمّد عبد الله ، فضلًا عمّا اشتمل عليه كتاب القاضي إسماعيل الأكوع المُسَمَّى: (نشوان بن سعيد الحِمْيَريّ ...: 9 وما بعدها)، والأعلام: 8/ 20، والدّوامغ الشّعريّة، المنشور بمجلّة مجمع اللُّغة العربيّة بدمشق: مج88 ج4: ص1038- 1040.

الدكتور مقبل التام عامر الأحمدي
Education - This is a contributing Drupal Theme
Design by WeebPal.